زراعة الموالح

الموالح هي نوع من نباتات الفاكهة تتراوح في نموها بين الأشجار والشُجيرات، وتنشأ هذه الموالح في أنحاء المناطق الإستوائية وتحت الإستوائية وأجزاء من المنطقة المُعتدلة وذلك حينما تتوفر لنموها البيئة المُلائمة على نطاق تجاري.

وتُعتبر الموالح من أهم محاصيل الفاكهة إنتاجا واستهلاكا على المستوى العالمي، ويحتل البرتقال الصدارة بين أنواع الموالح المُختلفة ويليه اليوسفي ثم الجريب فروت وبعد ذلك يأتي الليمون الأضاليا ثم الليمون المالح.

المواطن الأصلية لزراعة الموالح:

يتم زراعة الموالح (الحمضيات) في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية أي بين خطي عرض 40 درجة شمالا وجنوبا، وذلك في المنطقة المحصورة بين الهند والصين في الشمال، وأستراليا وكاليدونيا الجديدة.

وتُعد الصين هي الموطن الأصلي للبرتقال، أما النارنج والليمون الأضاليا فتُعتبر الهند هي الموطن الموطن الأصلي لزراعتها، ويُزرع اليوسفي في فيتنام في البداية.

الظروف المناخية والبيئية المُصاحبة لزراعة الموالح:

درجات الحرارة:

تنمو أشجار الموالح والحمضيات بداية من درجتي حرارة تحت الصفر وحتى 38 درجة حرارة، وتستطيع تحمل 6 درجات تحت الصفر ليوم واحد، وذلك في فصل الشتاء، ولكن إذا تعرضت للانجماد الربيعي أو الخريفي فإن ثلاث ساعات كافية لقتل معظم أوراق الشجرة إذا تعرضت لدرجة الصفر.

ونُلاحظ أن الموالح التي تُنتجها مناطق دافئة تكون ثمارها حلوة المذاق وقليلة الحموضة ويرجع ذلك نتيجة قلة الفرق بين درجة الحرارة العليا والصغرى، أما إذا كان الفرق بين درجة الحرارة العليا والصغرى واسعا، فإن نكهة البرتقال ستكون ذات طعم مُختلف نتيجة تركيز الحموضة بنسبة كبيرة ومن ثم فإن نكهة الموالح تختلف من منطقة لأخرى نتيجة الاختلاف في درجات الحرارة العُليا والصُغرى.

التربة المُناسبة:

تُعتبر التُربة المُكونة من الخلط والمزج بين الرمل والطين هي التربة الجيدة والمُناسبة لزراعة الموالح والحمضيات وينبغي أن تكون عميقة لايقل عُمقها عن مترين وبعيدة عن الماء الأرضي.

الماء والرطوبة:

تؤثر الرطوبة على جذور نباتات الموالح تأثيرا كبيرا، فإذا زادت الرطوبة اختنقت الجذور نتيجة بقاء الماء في الأرض لفترة كبيرة، كما أن قلة المياه تؤدي إلى موت الأطراف النامية.

ومن ثم ينبغي على أصحاب الحدائق أن يتجنبوا الري الغزير في فترة الإزهار حتى لاتتساقط الأزهار من عُنق الزهرة الغض والذي لايتحمل تدفق الماء في أوعية الشجرة، وبالمقابل فإن جفاف حامل الزهرة سيؤدي إلى تساقط الأزهار، فعليه توخي الحذر بريات خفيفة وسريعة ومُتقاربة أثناء التزهير والعقد حتى يصل حجم الثمرة ويكون بحجم حبة الحُمص.

القيمة الغذائية لثمار الموالح والحمضيات:

إن القيمة الغذائية الناتجة عن تناول ثمار الموالح والحمضيات كبيرة جدا؛ لأن ثمار الموالح غنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين C حيث يكون بين 42 – 55 ملغم لكل سنتيمتر مُكعب عصير، كما تحتوي الثمار على فيتامين B1 (الثيامين) وفيتامين B12 (النياسين) وفيتامين A(الكاروتين)، وفيتامين P (السترين)الذي يُنظم قوة ونفاذية جدار الأوعية الدموية.

كما أن ثمار الموالح والحمضيات غنية ببعض الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم كما توجد كميات قليلة من معادن أخرى مثل الفسفور والبروم والكلور واليود والحديد والصوديوم والنحاس.

ويُوجد بثمار الموالح حمض الستريك وتختلف نسبة الحموضة باختلاف الصنف والمنطقة ففي الليمون تصل الحموضة إلى 3%.

التقسيم البُستاني لأصناف الموالح:

تُقسم أنواع وأصناف الموالح تبعا لخصائص ثمارها إلى أربع أنواع رئيسية هي:

  • البرتقال
  • اليوسفي
  • الموالح الحمضية
  • الليمون الهندي

أولا: البرتقال:

يُشكل إنتاج البرتقال في العالم 44% من أصناف الحمضيات المُستعملة من البشر كليا، وهناك ما يُقرب من 200 صنف من البرتقال مُنتشرة في العالم تندرج تحت أربع مجموعات من البرتقال:

البرتقال السكري:

ويتميز هذا النوع من البرتقال عن الأنواع الأخرى أنه عديم الحموضة ويُعتقد أن موطنه الأصلي في إيطاليا، ويدخل هذا النوع في صناعة العصائر والروائح والعطور والزيوت الطبية.

البرتقال الحلو:

وهذا النوع هو الأكثر انتشارا بين أصناف البرتقال، ويُعتقد أن موطنه الأصلي في الصين، ويصل وزن هذا النوع إلى 250 جم، ويصل سُمك قشرته إلى 1سم.

البرتقال الدموي:

ويُعتقد أن الموطن الأصلي لهذا النوع في جزيرة مالطا، ويتميز هذا النوع من البرتقال بلونه القرمزي.

البرتقال أبو صُرة:

يُعد هذا النوع من أشهر أنواع البرتقال وقد ظهر هذا الصنف في البرازيل، وسُمي بهذا الاسم نتيجة وجود انتفاخ في أسفل الثمرة وكأنها ثمرة أخرى صغيرة الحجم ويتميز هذا الصنف بنعومة قشرته.

ثانيا: اليوسفي:

وتشمل أصناف اليوسفي، الثمار التي تكون قشرتها خشنة وتنفصل قشرتها بسهولة عن اللُب، وفصوصها سهلة الفصل عن بعضها ومن أشهر أصناف اليوسفي عالميا ( الكلامانتين – دانسي – كليوباترا – ساتزوما – كارا – سناترا).

ثالثا: الموالح الحامضية:

ويتبع الليمون مجموعة الموالح الحامضية التي تشمل عدة أصناف هي:

الترنج:

وهو من أقدم أنواع الموالح وكان يُستخدم كأصل لتطعيم البرتقال عليه وحُرم استخدامه لإصابته بفطريات التعفن، وتُستخدم ثمار الترنج في التصنيع الزراعي والمشروبات وبعض الأغراض الطبية.

البنزهير:

ويُطلق على هذا الصنف اسم الليمون المكسيكي ويُستخدم هذا النوع في الطعام الخليجي وبصفة خاصة الكبسة.

الليمون الحامض:

يُعتبر الليمون الحامض من أغنى الثمار لاحتوائه على فيتامينات Bو G والتي تقوم بتكوين كرات الدم الحمراء وإنتاج الأجسام المُضادة، وكذلك فيتامين B3 أو النياسين.

كما يحتوي الليمون أيضا على مواد كربوهيدراتية وعدد من المُركبات المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم.

الليمون المُخرفش.

الليمون الحلو:

وهو من أبكر أصناف الموالح في النضج حيث تظهر ثماره في منتصف شهر أكتوبر، ويمتاز هذا النوع برائحته المُميزة وقشرته الصفراء الرفيعة والتي تظهر عليها الغدد الزيتية ويصعب انفصالها من اللُب.

ويُستخدم الليمون في تطهير المعدة من الجراثيم  وتهدئة الأعصاب، كما يُستخدم أيضا كمضاد للسموم وخصوصا البنزهير بالإضافة إلى قبض الأوعية الدموية.

رابعا: الليمون الهندي:

ويشمل الليمون الهندي نوعين هامين هما:

الجريب فروت: وهي ثمرة كبيرة الحجم ذات قشرة سميكة، ويمتاز طعمها بالخلط مابين الحموضة والمرارة والحلاوة، ويتراوح عدد الفصوص بالثمرة مابين 12 إلى 14 فص.

وهناك العديد من الفوائد العائدة عن تناول الجريب فروت فهو يحد من نشاط الأنزيم الذي يجعل دخان السجائر مسرطنا.

الشادوك:

يُعتبر الشادوك من أكبر ثمار الموالح بصفة عامة ويمتاز هذا الصنف بطعمه الحمضي المخلوط بالمرارة، وتتراوح عدد الفصوص بالثمرة ما بين 12 إلى 14 فص ووزن الثمرة أكثر من 50 جرام وموسم النُضج من أوائل يناير حتى شهر مارس.