المقاول

تعريف المقاول: هو مُنفذ فكرة الاستثمار، وصاحب مشروع المقاولة أيضا، و المقاول يقوم بإنشاء مشروع المقاولة ويقوم بإدارة هذا المشروع وتسييره وتطويره إلى الأفضل، وقد اقترن اسم المقاول مع مشروع المقاولة في الأونة الأخيرة حتى أصبحا متلازمان بدرجة كبيرة إلى الحد الذي أصبحت فيه شخصية المقاول متطبعة بمهنة المقاولة التي يقوم بها، ويرتبط نجاح أو فشل المقاولة في مهامها بمدى اهتمام المقاول بخبايا مهنته، ومدى اجتهاده في اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت والزمان المناسبين، ويُعد المقاول هو السر في نجاح النظام الرأسمالي.

فكرة إنشاء المقاولة:

حتى يصبح المقاول مقاولا مهنيا محترفا، لابد أن يكون منفذ فكرة مشروع، ومنه يستطيع أن يصبح مقاولا، ويظهر ذلك بوضوح في فكرة إنشاء المقاولة.

أنواع المقاول:

 المقاول الأصلي أو العادي: 

وهو الذي يقوم بتنفيذ وإنجاز العمل أو المشروع بنفسه كاملا، دون أن يشترك معه في إنجاز العمل أي مقاول آخر، ويتم ذلك من خلال الاتفاق بين المقاول وصاحب العمل أو المشروع عند إبرام العقد الموقع بينهما، كما أنه يأخذ تكلفة البناء كاملا دون تقسيط.

المقاول بالتقسيط:

هو المقاول الذي يقوم بإنجاز الأعمال  المتعلقة بالبناء وتشطيب الوحدات السكنية  عن طريق التقسيط أي يتم الاتفاق بينه وبين صاحب الوحدة  عند إبرام عقد المقاولة على أن يأخذ مقدم من التكلفة قبل البدء في العمل، ثم يتم تقسيط باقي التكلفة خلال مدة معينة، ويكون صاحب الوحدة ملزما بدفع باقي التكلفة خلال هذه الفترة المحددة.

ويتم ذلك من خلال ما يلي:

عند احتياج شخص ما إلي بناء وحدة سكنية ولكنه لا يملك التكلفة كاملة  حينها يستطيع أن يلجأ إلي ما يسمى بالمقاول بالتقسيط وهو يقوم بدوره ألا وهو بناء الوحدة دون أخذ التكلفة كاملة بل يتم تقسيطها على مدة معينة يتم الإتفاق عليها بين الطرفين.

ومن ثم فإن الفرق بين المقاول العادي والمقاول بالتقسيط، أن المقاول العادي يأخذ تكلفة البناء كاملا أما المقاول بالتقسيط فيأخذ دفعة من المقدم قبل بداية العمل، ويتم تقسيط باقي التكلفة على دفعات خلال فترة معينة.

  • مقاول التشطيبات بالتقسيط:  

    وهو الذي يقوم بإنهاء العمل وتشطيب الوحدات السكنية والشقق على أكمل وجه، وهو  يقوم بأعمال الديكور والتصميمات الخاصة بالعقار أو الشقة، بالإضافة إلى أعمال السباكة والصيانة والنجارة والكهرباء وأعمال الدهانات، وشراء وتركيب البلاط والسيراميك وغير ذلك من الأعمال من خلال توفير العديد من العمال الذين يقومون بهذه الأعمال تحت إشراف المقاول نفسه، ويتم الاتفاق بينه وبين صاحب العقار أو صاحب الشقة على أن يأخذ مقدم من التكلفة قبل العمل، ثم يتم تقسيط الباقي على دفعات وخلال فترة سداد الأقساط يكون صاحب العقار أو الشقة ملزما بدفع باقي التكلفة المتفق عليها.

    ويحدد مقاول التشطيبات أسعار الأدوات والسلع اللازمة لتشطيب الشقة أو العقار، والمدة التي يستغرقها لتشطيب الشقة وتسليمها لصاحبها.

شروط التقسيط الخاص بالتشطيبات:

يقوم صاحب العقار أو الشقة بدفع مقدم كدفعة أولى بالاتفاق بينه وبين المقاول بما لايعيق ذلك عن سير العمل.
الفائدة تقر بالتفاهم بين الطرفين.
يُحق لصاحب الشقة أو العقار أن يبدي أي شرط، ويتم الاتفاق عليه إذا كان من عدمه إذا كان يخدم الطرفين  أو لا.
وإذا حدث أي إخلال في العمل فإن المقاول يصبح ملزما بإصلاح وتعديل هذا الخلل دون أن يتكلف صاحب العقار أو الشقة أي مبالغ مالية.

المقاول من الباطن:

المقاول من الباطن هو المقاول الثاني الذي يقوم ببعض أعمال المقاول الأصلي بالاتفاق معه، وهو الشخص الذي يتعاقد مع المقاول الأصلي أو الرئيسي بموجب عقد آخر ينشأ في ظل العقد المُبرم بين المقاول الأصلي وصاحب العقار أو الشقة.

ويُلاحظ أن مسئولية المقاول الأصلي عن أعمال المقاول من الباطن مسئولية عقدية في المقام الأول أى مرتبطة بموجب عقد المقاولة الأصلي بين المقاول وصاحب العقار، وتقوم هذه المسئولية على أساس أن كل أعمال المقاول من الباطن أعمالا يقوم بها المقاول الأصلي ويكون مسئولا عنها أمام صاحب العقار.

الشروط اللازمة لاعتماد المقاول من الباطن:

  • ينبغي أن يكون المقاول من الباطن مصنفا من قبل لجنة المناقصات الخارجية.
  • يجب أن يكون له أعمال سابقة، وذلك لتنفيذ أعمال على مستوى مماثل أو أعلى من مستوى الأعمال المتقدمة لاعتماده كمقاول باطن.
  • ملء استمارة المقاول من الباطن والتي يحصل عليها من مكتب ضبط الجودة.

عقد المقاولة ومسئولية المقاول الأصلي والمقاول الباطن:

عقد المقاولة هو عقد يتعهد أحد طرفيه بأن يقوم بعمل شيء في مقابل أجر يتعهد به الطرف الآخر.

ويتضح من خلال هذا التعريف أن عقد المقاولة يكون ملزما على الطرفين من خلال صناعة أو تأدية عمل، ويشمل عقد المقاولة عدة خصائص من أهمها:

عقد رضائي: ولايُشترط في هذا العقد انعقاد شكل معين، فالمقاولة تنعقد بمجرد اتفاق الطرفين سواء كان الاتفاق كتابي أو شفاهي.

عقد معاوضة: وفي هذا العقد يتم الاتفاق على أن كلا الطرفين سيأخذ مقابلا لما يعطيه، المقاول يقوم بالعمل ويوفر الأدوات اللازمة وصاحب العمل يتعهد بالأجر المناسب.

عقد وارد على العمل: وهذا العقد يرد على العمل باعتبار نتيجة هذا العمل، ويتميز عن عقد العمل الذي يرد على العمل بذاته.

عقد ملزم على الجانبين: وهو عقد يلزم كلا الطرفين على القيام بالعمل المُتفق عليه منذ البداية وفق الشروط المُتفق عليها بين الطرفين، وبموجب هذا العقد يقوم المقاول بإنجاز العمل المطلوب منه، ويقوم صاحب المشروع بدفع الأجر المستحق إلى المقاول.

صور إبرام عقد المقاولة:

تشمل صور إبرام عقد المقاولة ثلاث صور أساسية:

عقد المقاولة بين المقاول وصاحب العمل أو المشروع:  

ويتم الاتفاق في هذا العقد بين المقاول الذي ينفذ العمل المطلوب وبين صاحب المشروع على الالتزامات المطلوبة من كلا الطرفين.

عقد المقاولة من الباطن:

وهذه الصورة تقع في الغالب في مقاولات المباني والإنشاءات، وذلك لأن الأعمال الخاصة بالمباني والإنشاءات عديدة ومتشعبة فيقوم المقاول الأصلي بالتنازل عن بعض الأعمال وتسليمها إلى المقاول من الباطن.

وقد يتفق صاحب العقار مع المقاول الأصلي على أن يقوم بتنفيذ العمل كاملا دون أن يكله إلى المقاول من الباطن.

عقد المقاولة مع تخلل مؤسسة مالية:

وخلال هذه الصورة تلتزم مؤسسة مالية ببناء عقار أو مصنع أو نحو ذلك، لكنها لاتُشرف على التنفيذ بنفسها وإنما تتفق مع جهة أخرى تنفذ معها المشروع حسب المواصفات والشروط التي التزمتها، ويكون لها جزء من الأرباح بشرط استقلال عقد المقاولة الثاني عن العقد الأول.

المسئولية العقدية للمقاول الأصلي والمقاول من الباطن:

يتعين على المقاول أن يبذل كل إمكانياته التي يملكها من أجل إبراز تصاميم المهندس المعماري، وذلك لأن المقاول هو الذي يقوم بتنفيذ المشروع، وهو مقيد بمجموعة من القواعد والضوابط التقنية والقانونية التي تحكم عقود المقاولات.

والمقاول هو المسئول أمام صاحب المشروع عما يحدث حتى من أخطاء مقاوليه من الباطن فهو الذي يتحمل مسئولية المشروع كاملا، كما أنه يتعهد أيضا بدفع المصاريف والتعويضات الخاصة بمقاولي الباطن.

أسباب المسئولية العقدية:

هناك عدة أسباب خاصة بالمسئولية الواقعة على المقاول الأصلي والمقاول الباطن في حال إخلالهما بالشروط المتفق عليها في عقد المقاولة وهذه الأسباب هي:

التأخر في التنفيذ:

عند إتمام عقد المقاولة يتم الاتفاق على أن المقاول يقوم بإتمام العمل المطلوب منه خلال مدة معينة حتى لو أثبت المقاول أن المدة المتفق عليها في العقد غير كافية لإتمام العمل، ومن ثم سيكون مسئولا إذا حدث تأخر عن المدة ولم يُنجز العمل.

أما إذا لم يكن هناك اتفاق قد أجري بين الطرفين على إنجاز العمل خلال فترة معينة، وجب إنجاز العمل خلال المدة المعقولة المسموح بها.

ويُراعى خلال هذه المدة الدقة في العمل وإتمامه على أكمل وجه، وإذا تأخر صاحب العمل عن توفير الأدوات اللازمة والتي يعتمد عليها المقاول في عمله أو لم يقم بدفع الأقساط المُتفق عليها مسبقا في العقد المبرم بين الطرفين، في هذه الحالة يتم إعفاء المقاول من المسئولية كاملا ، ولا يستحق أيضا أخذ تعويض عن التأخير في تنفيذ العمل.

والأسباب التي يرجع إليها تأخر التنفيذ عديدة منها ما يرجع إلى التقصير الشخصي لدى المقاول كإعادة النظر في التصاميم المعمارية وتعديل هذه التصاميم وفي هذه الحالة يشترك المهندس المعماري في تحمل جزء من المسئولية مع المقاول، وقد يكون المقاول من الباطن هو السبب في حدوث هذا التأخير، وذلك إذا لم يمنعه من ذلك شرط في العقد، ومن ثم فإن المقاول الأصلي والمقاول من الباطن ملتزمان معا في إنجاز العمل خلال المدة المتفق عليها، وإذا جاء التأخير من المقاول من الباطن، جاز للمقاول الأصلي فسخ عقد المقاولة من الباطن، وحينئذ يمكنه طلب التعويض عن الأضرار التي لحقت  به جراء هذا التأخير.

وقد يرجع هذا التأخير إلى قيام المقاول بإنجاز بعض الأعمال الإضافية لإكمال المشروع، فإذا قام بإكمال هذه الأعمال بناء على طلب من صاحب المشروع، فإن هذا التأخير يصبح مبررا أما إذا تولى تنفيذ هذه الأعمال من تلقاء نفسه، فبالتالي يقوم بدفع تعويض لصاحب المشروع بسبب التأخير في التنفيذ.

التنفيذ المعيب لأشغال البناء:

ينبغي على المقاول أن ينفذ أوامر وتعليمات المهندس المعماري المتعلقة بالتصميمات المعمارية أو المقاييس المتعلقة بالحسابات، والمقاول عليه أن يقوم بتنبيه صاحب المشروع إلى مخاطر المشروع وأن يسدي إليه النصيحة، وعلى المقاول أيضا أن ينبه المقاول من الباطن ويلزمه بتنفيذ العمل على الوجه الأكمل، ومن حقه أن ينذره أثناء تنفيذ العمل بأن يعدل من طريقة التنفيذ المعيبة.

مسئولية المقاول والمقاول الباطن بسبب الخطأ في تنفيذ التصميم:

يقوم المهندس المعماري بوضع التصميمات والمقايسات الخاصة بالمشروع، في حين يقوم المقاول بتنفيذ هذه التصميمات، فإذا كانت هذه التصميمات معيبة أو بها بعض الخلل أدى ذلك إلى تهدم جزء من العقار أو انهياره كليا، ويكون المقاول هو المسؤول عن هذه العيوب، ويشترك المقاول من الباطن _ إذا اشترط عقد المقاولة وجوده_ في المسئولية عن هذه العيوب مع المقاول الأصلي، بالإضافة إلى المهندس المعماري الذي وضع هذه التصميمات.

وعيوب التصميم ترجع إلى عدة أسباب من بينها عيوب تشكل مخالفة لأصول الهندسة المعمارية، كتصميم أساسات غير صالحة لحمل البناء أو وجود خطأ في القياسات.

مسئولية المقاول من الباطن عن عيوب التصميم:

تختلف المسئولية الواقعة على المقاول من الباطن عن مسئولية كل من المقاول الأصلي والمهندس المعماري اللذان يشتركان معا في المسئولية إذا وقع خطأ جسيم في عيوب البناء، أما المقاول من الباطن فلايشترك معهما في المسئولية، وإنما تكون مسئوليته مرتبطة بالعقد المبرم مع المقاول الأصلي، ويتم محاسبته إذا لم يستطع أن يكشف عيب التصميم نتيجة إهماله.

عدم وجود عنصر السلامة في الورش:

إن المقاول باعتباره رئيسا لورش التنفيذ يجب عليه أن يكون يقظا في توفير عنصر السلامة والأمن اللازمين لإنجاز العمل فعليه أن يتخذ كافة الإجراءات الوقائية حتى يوفر لعماله الطمأنينة والسلامة على صحتهم وحياتهم.

الأحكام المترتبة عن المسئولية العقدية بين المقاول الأصلي وصاحب  المشروع:

يجب على العمل الذي يقوم به المقاول أن يكون مطابقا لما هو منصوص عليه في موجب العقد المُبرم، فإذا اكتشف صاحب العمل أو المشروع عدم مطابقة العمل لما هو متفق عليه في العقد، كان المقاول مخلا من جانبه دون الحاجة إلى إقامة الدليل على إهمال أو تقصير من جانبه.

وتنتفي مسئولية المقاول إذا لم يُنجز العمل في الوقت المحدد وعلى الوجه الأكمل، إذا كان هناك سبب قاهري قد منعه عن القيام بأداء عمله.